يقول عليه الصلاة والسلام...(بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ...فطوبى للغرباء...)....
والله كلما تأملت في حال اخواني المجاهدين لتكاد عيني ان تدمع.......
كل من ذهب للجهاد سابقا وخاصة هذه الايام فهو في غربه......
نعم غربة بين اهله.......
غربة في التفكير والاهتمامات .....
غربة في الطرح العام للمواضيع في المجالس العامه والخاصه...
غربة بين اصحابه الروح بالروح حال العوده من الجهاد....
الكل يهرب ...الكل ينفر....هذا مجاهد ....هذا ارهابي....
هذا تكفيري....هذا يسب العلماء.....هذا يعادي الحكومات....
هذا مراقب من قبل امن الدوله.....هذا سيذهب بي الى السجن ان رافقته.....
واذا ذهب الى الولائم الخاصه والعامه ...يلمزونه بأبشع العبارات......
وين العمل الان يا ابو فلان...؟؟؟....وين وصلت في الدراسه...؟؟؟؟...
وكلها مقصدهم انظر لقد ضيعت نفسك ومالك ومستقبلك ودمرت حياتك....
لقد كنت في دراستك متفوقا ...
والمال عندك وسمعتك بين الناس واهلك طيبه ولا احد ينفر منك.....
ولكنك جلبت كل هذا لنفسك......
الفصل من الدراسه ...او العمل.....والمراقبه ...بل والسجن ......
وما الى ذلك.....اما لك عقل قبل ان تذهب الى الجهاد لتقدر هذه الامور....
الان مستقبلك كله قد انتهى ...واوراقك البيضاء انقلبت سوداء ....
اعوذ بالله.... اعوذ بالله...... اعوذ بالله.......
نعم والله ان هذا الكلام واشد منه يكاد يكون بشكل شبه يومي حين عودة الاسد المجاهد اللذي غزا في سبيل الله ودافع عن اراضي المسلمين...
بمثل هذا الكلام يستقبل ....وبمثله يتهم....وبمثله ينتقص.....
اقلوا عليهم لا ابى لأبيكم.................من اللوم او سدوا المكان اللذي سدوا
اصبحت موازين الناس اليوم مقلوبه.......
يقيمون الرجل بمنصبه بوظيفته بدراسته وقبل ذلك بماله....
اصبح طالب الدنيا هو الرجل هو الفاضل هو المقرب والمقدم في المجالس.....
وطالب الاخره هو المسكين...اللذي دمر مستقبله ...وعاش في اوهامه.....
وغفلوا عن قول الله عزوجل...(فليقاتل في سبيل الله اللذين يشرون الحياة الدنيا بالاخره....)....
وقوله عليه السلام...(ما انا والدنيا الا كراكب استظل تحت ظل شجره ثم قام وتركها....)...اما هم استظل تحت ظل الشجره وخلد تحتها ....
اين هم عن سير الصحابه والتابعين والسلف الصالح .........
والله ...والله ....والله.....تنهم ليعلمون اكثر مني ومنك ....
ولكن لانقول الا الله المستعان وعليه التكلان......
رساله اليك يا اخي المجاهد.......
لاتعبأ ولا تهتم بهذه الامور فكلها زائله والدنيا فانيه فاحمد الله على ان جعلك من اللذين نفروا في سبيل الله....
في حال مكوثك في بلدك واصل دراستك او تعليمك او وظيفتك.....
ولاتترك فراغا في وقتك الا وملأته بالمفيد ....
واكثر من الدعاء بان يختم الله لك بالشهاده ...
وتذكر موعود الله ورسوله عليه السلام لأهل الجهاد والاستشهاد.....
واياك ان تنكس عن هذا الطريق بعد ان عرفك الله اول معالمه ...
ووقفت عليه بنفسك.....فالدنيا حلوه يتزوجها العشاق....
وما تزوجها احد الا واغتالته في ليلة زفافها......
اختم بهذا الحديث العظيم.....
يعود الإسلام غريبا كما بدأ... ويلتفت المسلم حوله اليوم ليرى مصداق حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... فطوبى للغرباء... فمن هم الغرباء...؟ هم إخوان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين قال عنهم: ” وددتُ أنّا رأينا إخواننا ” ، قيل أولسنا إخوانك يارسول الله؟ قال: ” أنتُم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعدُ ”... هؤلاء الغرباء إخوان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم... هم الذين استقاموا على طريقته ، فاتمروا بأمر الله وساروا على نهج نبيه واشتاقوا للقاء ربهم والشرب من حوض الكوثر من يد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، سواء عندهم الحياة أو الممات ، يستغفرون إن أخطأوا ويشكرون ربهم على نعمائه ، ويصبرون على قضائه ويعبدونه حتى يأتيهم اليقين ، يفرّون من المعاصي فرارهم من وحوش الغاب ، ويرجون رحمة ربهم يدعونه خوفا وطمعا ، تتقلب الدنانير والدراهم بين أيديهم وليس في قلوبهم شيء منها ، فهي أموال الله هم مستخلفون في هذه الدنيا برعايتها ، يعيشون مع الناس بأجسادهم وقلوبهم محلقة في علياء ربهم ، يعيشون مع ملائكته ، يعمرون أرض الله بذكر الله وإعلاء كلمته ، لو علم الملوك بحالهم وسعادتهم لقاتلوهم على تلك السعادة بالسيوف...وهم لا يخافون في الله لومة لائم... إنهم غرباء بين لائميهم... فطوبى لأولئك الغرباء...